سهله المدنى تكتب وماذا بعد طبيب الغلابه

 طبيب الغلابة المصري محمد مشالي

بقلم. :سهله المدني.                                                                    الكثير أعتقد بأن العمل بدون مقابل ودعم الفقراء والمحتاجين هو خصلة ماتت ولم يعد لها وجود، فهذا يشعر به القلوب النقية وباعتقادهم بأنها قلوب ماتت منذ زمن بعيد ولم يعد مكان للإنسانية ودعم الفئة الضعيفة، وبوجود طبيب مصري أثبت بأن الإنسانية لم تمت بل لا زالت على قيد الحياة، وامضي أكثر من نصف قرن يعالج الفقراء، والدكتور محمد مشالي والذي يسمى بطبيب الغلابة بمعنى الذين ليس لديهم مال أو نفوذ فهو يعالجهم بدون مقابل مادي، ويضع لهم مبلغ رمزي لمن يستطيع دفعه ومع ذلك إذا لم يستطع المريض دفعه فهذا لن يكون عقبة في تقديم العلاج له،ولد محمد مشالي عام 1944 والتحق بكلية الطب في جامعة القاهرة وتخرج من الجامعة 1967بتخصص في الأمراض الباطنية (الطب العام) والحميات والأطفال،و بعد تخرجه من الجامعة عمل في الريف وكان ينتقل بين الوحدات الصحية وهي تابعة لوزارة الصحة، في عام 1975قرر أن تكون له عيادة خاصة في مدينة طنطا وبالفعل افتتح هذه العيادة، وقرر أن يتكفل بعلاج الفقراء وكان لذلك لأكثر من نصف قرن، علمت  وسائل الإعلام المصرية مؤخراََ بقصته، وبذلك أصبح مشهور في آخر عمره ولقب بطبيب الغلابة، وكان أجره زهيد جداََ ولم يقبل بالتبرعات التي قدمت له من قبل أثرياء، وفي مرات نادرة كان يقبل بالتبرعات وذلك من أجل  شراء اجهزة طبية لإجراء التحاليل الأولية المهمة لمرضاه، لم يكن يهتم لامتلاك سيارة أو هاتف محمولاََ، وعند موته الكثير حزن عليه، والكثير دعا له بالرحمة، وحزنت مصر والعالم العربي  بأكمله على موته، ولم يمتلك المال ولم يبحث عنه وكان المال يأتيه وهو يرفضه ولا يأخذ إلا ما يساعد به الفقراء، وكان رمز للنزاهة والآيثار وأثبت بأن المال لا يشتري حب البشر، بل النزاهة والآيثار لهم دور كبير في كسب قلوب البشر، مات  وبموته فقدت الأمة العربية رمز من رموز الطب الذي لن يتكرر ابداََ، رحمه الله واسكنه فسيح جناته فنحن من نعزي أنفسنا بفقدان هذا الطبيب العظيم.



تعليقات