*#ومضة | كلام شوارع**
بقلم .مصطفى كامل الشريف
**كلام مقتضب يتداول بين الناس...**
من قلب معركة الحياة اليومية، في الأسواق، والمواصلات، وعلى طاولات المقاهي.
أطراف أحاديث، ممزوجة بالأنين والتهكم، تكشف أن فكر بعض العوام – من القاعدة الشعبية العريضة التي تُبنى عليها المجالس والقرارات – قد وصل إلى **درجة الأكسدة**… كـ"حجارة الريموت المعضوض" حتى خرجت صفيحته.
لقد وصلوا أيضًا إلى اللامبالاة…
كمن تخاطبه وهو غارق في الثمل، يترنح فاقدًا لحواسه، يغيب عن الواقع عمدًا، هربًا من سرعة الأحداث، وزخم الأزمات.
---
**وكأن المواطن… صفر!**
ينتظر مصيرًا لا مفر منه.
يدفع الأيام كرها، والساعات دفعًا.
ينتظر سويعات النوم ليغرق… لا في راحة، بل في كوابيس المطالب.
نهايتهم واحدة، تحت شعار:
**"رمينا الفوطة من زمان… ومازال النزال"**.
وكما يقول المثل الشعبي:
**"أحمد زي الحاج أحمد"**.
---
**يعيشون بنصف نفس،**
ويهتفون بسخرية الزعيم:
> "يا نعيش عيشة فل... يا نموت... إحنا الكل!"
يتحدثون مع أكوام الطوب في المقابر بحثًا عن ونَس،
يلقون على الموتى نظرات شوق:
> "ارتحتم واسترحتم... يا ليتنا معكم!"
فنحن، الأحياء، **موتى بلا مأوى**، نتنفس صبرًا، ونلوك وعود الغد، ونشرب من كأس الأمل المكسور.
---
**الدموع تنحت مجاريها على الخد،**
علها تطفئ نيران الأماني المحترقة بالحرمان.
لكنهم يصرخون على الأطلال... بلا صدى، بلا رد.
هكذا هي الدنيا...
> إذا حلت أوحلت،
> وإذا جلت أوجلت،
> وإذا غلت أوغلت،
> وإذا كست أوكست،
> وإذا أينعت نعت،
> وإذا أوشكت شكت،
> وإذا أقبلت بلت...
**انتظار من لا يأتي!**
---
**حال المواطن كحال المسافر،**
ينتظر العودة ليُرمم الشروخ.
والمريض، ينتظر الشفاء بعدما ضاقت به الأرض والسماء.
والطالب ينتظر التخرج ليواجه غموض المستقبل.
ورب الأسرة ينتظر الفرج... أو فراغ الأجل!
يحمل أثقالًا تعجز عنها الجبال،
يصمت ولسان حاله يقول:
> "ياليتني..."
يخبئ أوجاعه تحت ملابسه،
كأنه أصبح جسرًا لكل عابر،
يسير فوقه الجميع، ويضعون على رقبته **خشبة التابوت**.
---
**يدور حول نفسه،**
كأنه ساقية مغمضة العينين،
يروي الأرض وهو في دوامة.
وكلما وقف ليستريح...
جلدته **كرابيج الحياة**:
> "هات!"
---
### **وإن تحققت العدالة...**
نعم الجميع برحيق الزهور.
فلا يغتر الغني بغناه، ولا ييأس الفقير،
طالما الكل يُلقي حمله على مولاه،
**الرحيم، الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.**
---
## **نداء عاجل: انتباه!**
ارفعوا السبابة...
**انظروا ووعوا!**
* ارتفاع معدلات الجريمة.
* ازدياد الغدر، والفقر.
* انتشار المجون، والتعري، والفسق على المنصات.
* كثرة حملة المؤهلات الذين لا يقرأون ولا يكتبون ولا يَعون.
* انهيار الأسر، وهروب الأزواج من المسؤولية.
* ارتفاع معدلات الطلاق والعزوف عن الزواج.
---
### **الحل؟**
بناء الإنسان.
تكريمه بوطنه.
غرس الانتماء، وقطع طريق التطرف.
فالتطرف ليس دينيًا فقط،
بل **فكري وميولي** أيضًا.
---
الوطني الحقيقي هو من **يشعر أن الوطن ملكه**،
أن هذه الأرض كل الحياة بالنسبة له.
فلنعالج ثقوب الشخصية التي أصبحت أقرب للجريمة منها للتسامح.
---
### **فلنُصلح ذات البين**
بالتوعية، والنماذج الحية،
بين الأهل والجيران،
وتحت راية:
> "حب لأخيك ما تحب لنفسك"
> "وتعاونوا على البر والتقوى".
---
## **وأخيرًا…**
لنخرج من دوائر العقوق الأبوي،
ونُحاسب الأب قبل أن نحاسب الابن.
فلننظر:
هل زرعنا؟
هل ربّينا؟
هل أحببنا؟
فكما تدين تُدان…
ربما نرحم بعضنا،
ولعلنا نفوز برحمة الله،
فالأمر جلل،
ومهما قويت... فإلى ضعف،
ومهما امتلكت... فستترك،
ومهما تجبرت... فأنت هالك
تعليقات
إرسال تعليق