المؤمن مصاب

 لا تتألم كثيرا من أجلها ....

بقلم. حسين طنطاوى



على فكرة ليس غريبا أن كل قلب طيب يتألم في هذه الدنيا  وليس غريبا أن كل مؤمن مصاب وأن كل صاحب حلم بريء يموت كبدا دونه ولاكل صاحب قدرة يبقى بعيدا عن مناله كل هذا عادي مادمت في الدنيا فهي سلعة رخيصة من حظ الأخيار أن تُبتلٓى أقدارهم وتنحصر أحلامهم خلف تخوم من الألم والجراح ألا تذكر رأس يحي عليه السلام ذهبت دون سالومي العاهرة ومن قبله زكريا عليه السلام شج على المحراب و الحسين بن علي رضي الله عنهما سارت خيل الأشر زياد بن أبيه على جسده الشريف بعدما قطعت رأسه ومن قبله والده فتى الإسلام الأول علي بن أبي طالب تخضبت لحيته بدماء رأسه حتى فارق الحياة وهو في طريقه لصلاة الفجر ومن قبله قاهر الشيطان جنا وإنسا عمر بن الخطاب الفاروق يطلب من ابنه بعد طعنة المجوسي له في صلاة الفجر أن يضع وجهه على التراب حتى لفظ أنفاسه الأخيرة وهاهو ذوالنورين صاحب جيش العسرة وبئر المدينة يحاصر في بيته ويمنع عنه الماء ويدخل عليه أسوء غوغاء الأرض ويتخضب مصحفه بدمائه الذكية وهو صائم وتقطع يد زوجته وهي تذود عنه ..وكثيرا وكثيرا لا يقول مضمون الدنيا والتاريخ إلا أن الدنيا هينة على الله لاتساوي جناح بعوضة ولايكون اصطفاء إلا بابتلاء والمروءة والنضال وبأس الحياة لا يثني أهل العزم  ويبقى الأمل والرجاء فيما عند الله ورحمته وجنته ولتذهب الدنيا بكل مافيها فهي متاع من لا متاع له. أطلب من الله أن يخفف جرح من أحب ويفرغ على قلبه صبرا ويهون عليه مصابنا وإنا لله وإنا إليه راجعون. أرجو أن يكون المقال سكنا لكل نفس معذبة ودواء لكل جرح عليل ونسمة تلطف من هجير وصحو الحياة لكل من عصفت به رياحها.

تعليقات