الامن. القومى. المائى عنصرا ضروريا للحياه

 (الأمن المائي) مؤتمر علمي بدبي 

أمل في الخروج من فقر المياه

بقلم أ.د/ جودة مبروك محمد



تعد مشكلة المياه أمنًا قوميًّا لأي دولةٍ من الدول على مدار التاريخ، ومن حينٍ لآخر نرى مشكلة تطرأ من هنا أو هناك في نقص المياه أو الفقر المائي، مما يتطلب من العالم في شكل تضامن عالمي التدخل للحدِّ من تعبات هذه المشكلة حتى تلبى متطلبات الشعوب. ولعل الاطلاع على الأفكار الجديدة عند الباحثين المتخصصين في علوم مختلفة يكون السبيل نحو الخلاص من كبرى المشكلات التي تعتور طريق التنمية، خاصة مع ظهور صراعات حول المياه .

ولقد سعدت أيما سعادة بدعوتي للحضور عن بعد (On Line) في مؤتمر بدولة الإمارات العربية المتحدة بإمارة دبي جامعة الوصل المؤتمر العاشر للجامعة بعنوان (الأمن المائي في السنة النبوية الإسترتيجيات والمقاصد)، تحت رعاية كريمة من معالي جمعة الماجد رئيس مجلس إدارة الجامعة، وسعادة الأستاذ الدكتور محمد أحمد عبد الرحمن مدير الجامعة.

والجديد في هذا المؤتمر على ما رأيت أنه جاء يحمل خصوصية في الزمان والمكان في خضم ما يشهده العالم من نزاع حول المياه دون التركيز على التضامن والتعايش جنبًا إلى جنبٍ، ووضع الإستراتيجيات المناسبة للحفاظ على المياه بوصفه عنصرًا ضروريًّا للحياة.

لقد سعت إدارة المؤتمر إلى إلقاء خصوصية أخرى حول التركيز على نوعين من الأمور: الأول هو اختيار الباحثين الذين سوف يدلون بدلوهم في هذا المؤتمر، فالمشاركون بأوراق علمية على درجة عالية من التخصص الدقيق في علاج هذه المشكلة والإحاطة بتبعاتها وعناصرها، وقد شكِّلَتْ لجنة من على مستوى عالٍ من بعض علماء العصر على مستوى عالمي لاختيار هؤلاء الباحثين وانتخاب النصوص الرصينة، بحيث يخرج كل باحث بنتيجة جديدة وصالحة للتطبيق في ورقته البحثة، والثاني: وهو المضمون المتميز الذي تم اختباره حتى استقام عوده وأصبح صالحًا لكي يمثل جديدًا علميًّا يثري محاور المؤتمر، على أنه قد تم استبعاد كثير من الأوراق البحثية التي جاءت مكررة للفكرة أو أقل من المستوى المطلوب ، لكن أهم ما يميز هذا المؤتمر شمولية الدعوة إلى الباحثين من جميع دول العالم للمشاركة بأوراقهم عبر القاعة الافتراضية عن بعد.

وقد جاءت محاور المؤتمر في ثلاثة محاور: الأول: مدخل مفاهيمي نظري، والثاني إستراتيجيات السنة النبوية في تعزيز الأمن المائي، والثالث: مقاصد السنة النبوية في تعزيز الأمن المائي، وكانت هناك مجموعة من البحوث التي عالجت هذه المحاور، لعل أهمها: الأمن المائي أهميته وسبل تحقيقه في السنة النبوية، والتربية المائية وتطبيقاتها من السنة النبوية، والإستراتيجية العلمية في السنة النبوية للتغلب على ندرة المياه، صلة الأمن المائي بمقصد حفظ النفس، ترشيد استهلاك المياه وحمايته من التلوث.

وذكرت بعض الدراسات أن أبرز مظاهر نقص المياه تتلخص في عدم  كفاية الحصول على المياه الصالحة للشرب لنحو 884 مليون نسمة على مستوى العالم، وهذا يؤثر بدوره في الزراعة وغيرها، كما يسهم في إثارة الصراعات الإقليمية على الموارد المائية مما يقود الدول إلى الحروب، إضافة إلى لجوء بعض الدول في استعمال مياه جوفية غير صالحة للشرب مما ينتج عنه 88 في المائة من الأمراض بسبب التلوث المائي.

كما تناولت بعض الدراسات الدول التي تأثرت بالفقر المائي منها السودان وفنزويلا وزيمبابوي  وتونس وكوبا وغيرها من دول العالم.

ويميل العلم الحديث إلى الخروج الآمن من مشكلة فقر المياه ببعض الابتكارات التكنولوجية تحد من التكلفة العالية للتحلية، فقد تم بناء محطات تحلية للمياه في بعض الدول مثل: سنغافورة والصين والهند وباكستان وإستراليا تسهم بدور وإن كان قليلاً من نقص المياه.

وقد تفوَّقت دولة الإمارات العربية المتحدة بعمل أكبر محطة تحلية في العالم تنتج 300 مليون متر مكعب سنويًّا، وهي موجودة في منطقة جبل عليّ، وهذا إنجاز عظيم.

وسوف يخلص المؤتمر إلى مجموعة من التوصيات التي ترسم لنا الطريق من جهة دينية تتعلق بالسنة النبوية في معالجة ندرة المياه.


تعليقات