سامى محمود يكتب

ثقوب في ثوب الشخصية المصرية
بقلم / سامي محمود

إن الشخصية المصرية شخصية لها جذور ضاربة في أعماق التاريخ وقد تشكلت هذه الشخصية عبر مراحل كثيرة وحقب تاريخية متعددة فقد اصطتدمت بكثير من الحضارات والثقافات بحكم الموقع الحغرافي الفريد حيث تقع مصرفي قارة آسيا وأفريقيا وتطل علي البحرين الأحمر والمتوسط مما جعلها مطمع للغزاة علي مر العصر فاصطدمت بالحضارة الفارسية واليونانية والأغريقيةوالفرنسية والأنجليزية وأحتلها أيضا الهكسوس والتتار وجاء من أوربا الحملات الصليبية  إلخ كل ماسبق جعل الشخصية المصرية منفتحة علي كل الحضارات واستوعبت داخلها كل مميزات تلك الحضارات وأثرت هي في كل المستعمرين تأثيرا لغويا وقيميا لذلك أن الشخصية المصرية تجمع مابين العبقرية والإرادة الفولاذية في تحقيق ماتريد وقد ظهر ذلك جليا في أنها وضعت أعقد نظرية هندسية عرفها العالم ولم يستطع أن يفك رموزها حتي الآن وهي بناء الأهرامات كذلك أعقد نظرية في علم تحنيط الموتي
كذلك المصريون أول من بني الأنفاق في العالم تجد ذلك في القبور الممتدة لمسافات طويلة تحت الأرض في وادي الملوك بالأقصر كما أنهم أول من سجل تاريخهم في لوحات فنية بديعة تدل علي عبقرية هذه الحضارة كما أن المصري حين يحدد هدفه لا يستريح أبدا حتي يحققه حتي ولوكان هذا الهدف من المستحيل تحقيقه وهذا ما حدث في حرب أكتوبر المجيدة فقد كانت كل تقارير الخبراء العسكريين تجزم وتؤكد أنه من المستحيل أن ينتصر الجيش المصري وميزان القوي العسكرية يميل كل الميل إلي دولة الكيان الصهيوني بنسبة واحد إلي عشرة كما أن هذا الكيان هو رأس الحربة ويقف خلفه أقوي قوة عسكرية وأقتصادية عرفها التاريخ وهي أمريكا بالأضافة إلي حلف الناتو الذي يضم أغلب دول العالم الأول صاحب الحضارة والقوة والمال ورغم ذلك كله حقق المصريون المعجزة وحطموا كل ذلك كما أن الشخصية المصرية تقوي وتشتد عند الأزمات وهي تعشق وطنها فهما يسافر المصري خارج وطنه فهو حريص كل الحرص علي أن يبني في وطنه بيته وقبره كي يعود إلي وطنه كي يكمل بقية عمره في بلده ويدفن فيها لذلك لايثور إلا عندما يجد أن كرامته هتكت فهو حريص علي الأستقرار وعلي وطنه كما يتمتع المصري بالكرم وحب الخير وهذا نلمسه في التبرعات الكثيرة للجمعيات الخيريةو في بناء المستشفيات والمساجد والكنائس
والمصري محب لدينه ومخلص له وهذه بعض الصفات الجميلة في الشخصية المصرية وهناك الكثير والكثير مما لا يتسع المجال لسرده ولكن سنركز علي بعض الثقوب والعيوب التي طغت في الفترة الأخيرة علي هذه الشخصية نتيجة ثقافة الغزو الثقافي الذي طرأ علي هذه الشخصية في العقود السابقة في ظل تراجع التعليم والثقافة المصرية تمكن الغزاة عن طريق الفن والإدارة عن بعد والقوة الناعمة من تغريب الشخصية المصرية وإبعادها عن أصولها وجزورها الحضارية والإيمانية وهذه بعض العيوب التي نتمني أن نتخلص منها حتي تعود الشخصية المصرية إلي كمالها وريادتها في المنطقة والعالم ومن هذه العيوب
١- التعميم بمعني أننا نحكم علي المجموع من خلال الفرد فمثلا إذا سافر أحد إلي قرية أو مدينة أو محافظة وأحد مواطني هذه البلد أساء إليه يحكم علي البلد كلها أنها سيئة وكل من يسمعه يصدقه حتي أصبحت لدينا أحكام مسبقة أرتقت إلي درجة اليقين والمنطق
2-اليأس والشك في كل شئ دائما وأبدا ننظر إلي المستقبل بنظرة يائسة  ومتأكدين أن غدا أسوأ من اليوم بالرغم من أن الرسول محمد صلي الله عليه وسلم قال تفاءلوا بالخير تجدوه
3- الشك في قادتنا ورؤساؤنا لا يوجد زعيم ولا رئيس إلا وشككنا فيه في وطنيته وأخلاصه وهذا عيب خطير يجب أن نغيره ونثق في قادتنا ونقف خلفهم وندعمهم ويجب أيضا عليهم أن يشعرونا بذلك وبحبهم لشعوبهم فالشعوب هي السند والحافظ لهم بعد الله وليس أحد آخر ويجب أن نحكي لأولادنا سيرة وحياة قادتنا حتي يكونوا قدوة لهم
4- الأهتمام بالشكل علي حساب المضمون وهذا يظهر جليا في الأموال الضخمة التي تنفق في الأفراح والأتراح  ولو أننا أخذنا الحياة بالبساطة التي كانت أيام أجدادنا لما كان عندنا الآن حوالي خمسة عشر مليون بنت عانس لم تتزوج وأصبح الزواج من   المستحيل فلماذا لا نبسط الأمور ونركز علي جوهر الأشياء لا الشكليات
5-الرشوة والمحسوبية في الوظائف لماذا لا نضع معيارا لكل وظيفة ونلغي المقابلة الشخصية لأنها باب الفساد الأعظم فمثلا المتفوق دراسيا من حقه أن يتقدم للوظيفة التي تتناسب مع مؤهله طالما أنه متفوق
6-سماع الغيبة والنميمة وهذه آفة عظيمة نهانا عنها الله ووصف ناقل الكلام حتي ولو كان صادقا بالفاسق لأن هدفه قطع اواصر الحب بين الناس فهل نعود إلي العقل ولانثق ولا نصدق ناقل الكلام لأن من قال لك قال عليك
7-انتشرت في الأونة الأخيرة من يسجل للناس أخطائهم حتي إذا حدث خلاف بينه وبين صديقه نشر ماكان يسجله بغرض فضحه والأنتقام منه وهذه صفات لاتليق بالأصلاء الرجال كما أنها جريمة يعاقب عليها القانون غير العقاب أمام الله وهو عقاب شديد لأن من تتبع عورات الناس تتبع الله عورته وفضحه في عقر بيته
8- الخوض في الأعراض بالباطل أو الحق وهذا لايليق بالرجال لأن الأصل في المؤمن أن يستر ولا يفضح ومن ستر ستر الله عليه ومن فضح فضحه الله في الدنيا والآخرة فهل نعود إلي الله وإلي قيمنا وأصولنا
9-أيضا من الظواهر الغريبة والشاذة عن الرجولة والشرف صفة الغدر والضرب في الظهر لمن كان له فضل علينا وهذه صفة حقيرة تدل علي الخسة والندالة وقلة الأصل فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله
10-ايضا من الصفات القذرة أن من يعاملنا بخلق رفيع وتواضع وأدب نظنه ضعيفا ولا نقدره ولا نحترمه وهذا من قلة الأصل لأن قليل الأصل لو احترمته أهانك وإذا تكبرت عليه هابك
11-عدم معرفة قواعد الخلاف والحوار فمبجرد تختلف مع أي أحد في أي رأي يكيل لك الاتهامات بأنك خائن ومجرم وإن دل هذا يدل علي الجهل المطبق والتخلف والغباء والسطحية التي انتشرت فالاختلاف نوع من الأثراء والغني ويجب أن نختلف حتي نصل إلي الكمال
12- انتشار الأنا وتضخيم الذات وكل واحد متخيل أنه العبقري الوحيد وأن النساء عقمت أن تأتي بمثله وهذه بمقاييس الصحة النفسية أمراض خطيرة وأن مكانه الحقيقي مستشفي الأمراض العقلية وهذه حقيقة فاجعة
يجب أن ننتبه إليها
13-أيضا ظهرت علي الساحة أيضا شخصيات حين تتحاور معها تسفه رأيك وتطعن فيك أمامك ومن وراء ظهرك لانك ربما أعطاك الله العلم والحكمة ويتهمك بما عنده إذا تكلم ساعتين وأنت تحدثت خمسة عشر دقيقة قال لك أنت تريد أن تأخذ الحوار والوقت كله وهكذا

14- أيضا من الظواهر الغريبة علي مجتمعنا الصفحات الوهمية علي شبكات التواصل الأجتماعي التي تخوض في الأعراض بالباطل والكذب أقول الله إن الله يمهل ولا يهمل وغدا سوف تكون في القبر عند مليك مقتدر وسوف تحاسب حسابا مهينا فالله يسامح في حقوقه أما حقوق البشر فلا توبة فيها إلا أن يسامحك الشخص بنفسه فلنحذر من عقاب الله ياسادة
15-أطالب كل المثقفين و العقلاء وأصحاب الرؤي والحكمة عودوا إلي اماكنكم ولا تتركوا الساحةللجهلاء ومدعي العلم الوطن يناديكم وحين تقلد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي قال كل من عنده فكرةأو رأي أو قدرة لا يبخل بها علي الوطن وطلب سيادته بعمل بنك للأفكار
16- الكتابة بالعامية أيضا مصيبة يجب أن نتخلص منها وعلي وزارة الثقافة والأعلام المساعدة في نشر الشعر والقصة إلخ المكتوب باللغة العربية الفصحي وعدم السماح بغير ذلك
17- أيضا انتشار ظاهرة التحدث ببعض الكلمات باللغة الإنجليزية وكتابة صفحاتنا علي مواقع التواصل الأجتماعي بلغة غير العربية فهل نعتز بلغتنا ونعود إلي أصولنا وقيمنا وحضارتنا وديننا ونصبح عظماء كالأجداد ونسلم هذا الوطن لأحفادنا عزيزا قويا شامخا أبيا ونعتز بديننا ولغتنا وتقاليدنا وحضارتناوقيمنا هذه رسالتي إلي كل مصري ومصرية وعربي وعربية إن تاريخنا مشرف وعظيم فهل نلبس ونتكلم ونأكل ونشرب ونتعامل ونحب ونتكلم ونتحاور كأجدادنا

تعليقات