قراءة في سنوات مابعد الثورة                           
(((لصوص الثورة ودعاة الضلال ))))
بقلم \ مصطفى كامل

ثمان سنوات مرت على شعب مصر وثورته المباركة 25 يناير2011 وللعلم لم ينزل للشوارع والميادين  بالبداية اللا طلاب الحرية الحقيقيون مثقفون ومتدينون ومتحمسون طلاب التغيير بالبداية وسرعان ما أتبعهم أصحاب الاجندات والمكلفون وأيضا لصوص الثورة  والتجار بكل الأديان مطلقوا اللحى المصطنعة وأيضا لصوص الأماكن العامة والممتلكات الخاصة والخارجون من حوائط النظام الذى أمرهم بالمشى داخل الجدران لايزالون يتفرجون من بعيد ويختبئون بجلودهم وينتظرون غنائم الثورة في الوقت المناسب يلهون بالحاسبة كم نصيب الفرد من مغارة على بابا من ممتلكات الشعب المنهوبة من قبل (المخلوع وأعوانه)
تجربة تونس وعدوى التغيير
انتفاضة تونس وهروب بن على وتعلقه بالجو بحثا عن مهبط لطائرته فتح شهية الثوار في جميع الميادين والشوارع على أن التغيير قائم وقادم لا محالة في ميدان التحريروالميادين المختلفة  لم تشهد الشوارع أي مخالفات من قبل الثوار منذ الصيحة الإولى وإنطلاق شرارة التغيير تعامل الأمن  بوحشية وقتل من قتل بالشوارع بأمر المخلوع والعادلى على حسب شهود العيان  ورصدتها جميع القنوات من رؤس داخل النظام ليطل الورد اللى فتح في جناين مصر  ترقب حذر من  الإخوان للمشهد ولعب على عاطفة الشعب بأنهم الفصيل المناضل  المقهور والمظلوم وتلك الثورة ماهى اللا محصلة مافعلوه بالبرلمان الأخير ومنع مرشحيهم عن النزول في برلمان الثورة 2010 او القشة التي قصمت ظهر البعير ظن البعض بالفعل بأنهم الأكثر تنظيما والأكثر شعبية وأصحاب أقدام ثابتة من حيث خروج الناس للميادين والتأثير عليهم ولاينكر أحد بأنهم لمعت أعيونهم عندما اقتربت الثورة من النجاح للنيل من ثورة اختلطت بها كل النداءات المطالبة بالعيش والحرية والكرامة الإنسانية ذادت الفصائل والمطامع وتدخلت أياد خفية من خلف الستار لتضمن ولاءمن يعتلى قمة الهرم وضخت الأموال لرموز كانت تلهوا بالعقول وأصبحت بعض الأفكار هدامة معادية  للدولة وهدفها تفكيكها ولكنها بالأخير بائت بالفشل
تدخل المجلس العسكرى لينحاز للثورة ومطالب الثوار في البيان الشهير وخطاب التنحى  الأشهر حتى الأن
هناك من يعمل خلف الكواليس ويخطط للمستقبل ولكنه انفرط العقد آنذاك وأصبحت السياسة على كل الموائد خرج القطاع الشرطى من المشهد بطريقة مهينة وتغير مسار الثورة الى الأفضل والى التغيير الى مسار تصفية الحسابات
خروج المساجين موقعة الجمل شراء ولاء أعضاء  الحزب الوطنى  لم يجدى فقد طال الغضب جميع الأماكن والأقسام الشرطية ومقرات أمن الدولة حتى فر بعض رجال الشرطة متخفيين  من البطش وكأن الثورة قامت من أجل إزلال قطاع الشرطة ورسالة أن الشعب قادر أن يحاسب القيادات في أي وقت إن أراد ومحاسبتهم جميعا على مافعله البعض منهم
ويبقى السؤال
من يعطى الأوامر من يعمل بالخفاء القليل يعلم فقط
ارتوت الميادين بالدماء ورحل مبارك وبقى رجاله فمنهم من غير ديانته على الفور ومنهم من أعلن توبته عن الهوى ولعن مبارك بأبشع الألفاظ وانتهى مبارك وانتهى نظامه على ورق الثورة المكتوب على الجدار ( ارحل )
وتحولت نظرات العالم على مصر ليكتبوا في ثورة 25 الأشعار وتحولت لأعظم ثورة في التاريخ وتحول الشباب الى أفضل شباب المجرة وكتبت الأساطير وتغنت المطربات والمطربين بيناير وكان الجميع شارك في خلع مبارك الذى وصفوه ونظامه بدراكولا  المنتقم والزومبى الشهير
شطح الخيال وذادت المطالب وتغيرت أماكن اللعبة وتحركت أحجار الشطرنج  ليرتدى نظام مبارك البدل الزرقاء ويصطحبون بطاطينهم وهم يلقون نظرات الحصرة على مساجين النظام من السلفيين والإخوان قائلين لهم (لنا عودة ) ومن يضحك أخيرا يضحك كثيرا
العقد ينفرط ولكن هناك من يدبر ويخطط لمنع التدخل الخارجي  أو الإقتتال الداخلى
(عرائس الماريونت )
وتحولت إجتماعات الميادين لإجتماعات الغرف المغلقة وعاد الثوار الى منازلهم ليأمنوها ويحمون قراهم غابت الشرطةعن المشهد واصطف الجيش لمطالب الثوار وتغير مجلس الشعب وجاء اول رئيس منتخب في تاريخ مصر كما ذكرت جميع وكالات الأنباء 
اختبار مدى الذكاء والوعى وترمومتر لقياس الشارع
ترشح للرئاسة قائمة طويلة عريضة وظهرت على الساحة وانتشرت أحزاب لاحصر لها ولاعدد والقى نظام مبارك( قبلة الحياة )لإنقسام الشعب في ظل طرح بعض الأسماء من الإخوان ومن السلفيين  ليعيش الشعب إكذوبة الإنتصار والحرية والديمقراطية  لتطفوا على الساحة مدعين الوطنية وأيضا مدعين التدين وأعلنوا الوصاية على شعب مصر وتظهر بعض قيادات الشباب مابين ممول خارجيا وممول داخليا وخيوط اللعبة جميعها في يد الطرف الثالث الذى يظهر في كل مصيبة المتهم فيها غير معلوم وانتصفت الأصوات مابين الحنين لمبارك ونظامه بإرتداء أحمد شفيق شارة الكابتن ليلعب على وتر الحنين لخطاب مبارك الأخير
دخل تحت عباءة الإخوان كل من لايعرف التاريخ جيدا وكل من ظن أن الدولة سقطت بالفعل في أيديهم وأنهم كما كانوا يطلقون على أنفسهم بأنهم الوصاه والمخلصين وأصحاب طوق النجاة وأن الواقع سيخدمهم وتناسوا بأن نصف الشعب فقط معهم كما قالت صناديق الانتخابات لم تشفع لهم النية السليمة أو اللئيمة ولم يشعر البعض معهم بالأمان ورويدا رويدا إنتقل وانفض من حولهم الداعمين لتتكون الجبهات والكيانات المعادية للأخوان ليسقط منهم من سقط في أول الإختبارات اجتهد البعض منهم ونجح ولكن أكثرهم تحول الى عاجز تماما أمام دولة سقطت فيها قطاعات الضبط والربط وسقطت فيها القبضة الأمنية لتتحول الطرق الى مصيدة للمارة والقتل بالشوارع وصراعات ومليونيات توفيق عكاشة ولبس الإعلام قفاز الملاكمة وصديرى الرصاص الواقى ليبارز الإخوان والضرب تحت الحزام وفى المقابل اعتلى منابر الإخوان الإعلامية مجموعة من أنصاف الإعلاميين ومن ليسوا لديهم الخبرة وظنوا أن الساحة المفعمة بالديمقراطية تستوجب ذلك أخذالاخوان عهدعلى أنفسهم ووضعوا مدد زمنية لإنهاء بعض الأزمات ومنها مشاكل القمامة والبطالة وتقييم وتحجيم ومحاسبة النظام البائد كما وصفوه ولكن
ذادت الأوجاع وذادت الأزمات وظهرت البلطجة حتى قيل (المنزل اللى مافيهش بلطجى صايع حقه ضايع ) انفلات أمنى وأخلاقى وتدنى الخدمات في ظل نشاط ملحوظ لبعض وزراء مرسى ليطل من بعيد هشام قنديل بتصريحاته ومرسى بخطاباته ليقول لبيك سوريا ولبيك للقدس وهو لايملك من إموره شيئ
والمجلس العسكرى يراقب ويقف على الحياد
ذاد نفور الشعب من مرسى وخطاباته وجماعته وارتفعت وتيرة الإنتقاد ليصبح عرضه وعرض جماعته مستباح وماذا بعد أنك أصبحت غير قادر على حماية كرامتك على الأقل إنفتحت قناة فلول علنا والفراعين وغيرهما من القنوات لتنهش في لحم العاجزون عن لم شملهم على الأقل
وأصبحت خطب مرسى اضحوكة التوك شو ويطل باسم يوسف  ببرنامجه البرنامج ليغسل وينشر ويلعن كل الإخوان بمن تبعهم ليعى الشعب الدرس جيدا ومبكرا بأنهم يسيرون الى طرق مظلمة ومصير مجهول وتنتقل عدوى الثورة الى ليبيا ويقتل القذافى ويثور شعب سوريا وعلم الجميع أن مخطط التفتيت للمنطقة العربية إقترب ويتم تنفيذه بكل حذافيره ليعبث الإخوان بالقضاء والمؤسسات الهامة ويأمم ويحصن قراراته  ويدق المسمار الأخير في نعش الإخوان ليفقد صلاحياته ويقوم بالتغيير  وتخبط بقراراته وجاء بالسيسى بعد الإطاحة بالمشير طنطاوى وقالوا جاء بوزير إخوانى وإتهموه منذ البداية بأنه موالى لهم ولكن ظل المشير السيسى مترقبا عن بعد والشعب يغلى متعجلا جنى ثمار الثورة وأصحاب الكيانات السياسية خرجوا من محراب الإخوان ليلتفوا حول ظاهرة حملة تمرد لتلوح بالافق وأصبحت الحرب علانية مابين السياسين الرافضين للتخبط والرافضين تراكم الأزمات من إنقطاع للكهرباء والمياه لتسود ليالى القاهره و القرى وتذداد المطالب الفئوية  والإعتصامات والإضرابات وظهر الجميع قليلى الحيلة  امتلئت الميادين مرة أخرى بعد سنة من حكم الرئيس مرسى مطالبة بتدخل المجلس العسكرى مرة أخرى لتحقيق مطالب الشعب وكانت محددة وهى الإطاحة بالجماعة وعلى رأس الهرم المرشد مصطحبا الرئيس بيده ليكون خطاب مرسى الأخير الذى امتدت مدته عن الساعتين  بلا جدوى وانتظر المتربصون قول جديد والمؤيدون الى بارقة أمل وتم عزل مرسى في مشهد دراماتيكى  ليبحث الجميع عن منقذ حتى ولو طالبوا بإعادة  حسنى مبارك مرة أخرى نادمين على مافعلوه به لتأتى الفترة الإنتقالية ويأتي رئيس المحكمة الدستورية  المستشار عدلى منصور وتم تعديل الدستور  وتم وضع خارطة طريق للإصلاح من قبل المجلس العسكرى ليصعد الفريق السيسى ويرتقى لرتبة المشير ويخلع بدلته العسكرية ويسابق في مشوار الانتخابات الرئاسية الجديدة التي تخلى عن السباق فيها الكثيرون سوى حمدين صباحى ليفوز الرئيس السيسى بفترة رئاسية مدتها 4 سنوات كانت العقبة الأولى فيها ماتم تصديره للعالم في يوم فض رابعة والتي قوبل بحرق وقتل وتخريب من الجانب الإخوانى
وظل التساؤل  مصر الى أين وقد أعلن المشير السيسى منذ الوهلة الإولى بأن مصر تمر من منعطف خطير ولابد من مواجهة الإرهاب المحتمل وبدأت المشاريع لرفع الروح المعنوية وإختبار للحمة الشعب حينما أعلن السيسى عن مشروع قناة السويس الجديدة ليبادر الجميع ويجود بأمواله وصندوق تحيا مصر وأعلنها منذ البداية بأنه جاء منقذا وليس منفذا لأى برنامج انتخابى  اعلنها بأن مصر مستهدفة ولابد من الحفاظ عليها وجاء مجلس النواب ليكون داعم لقرارات الوزارة والرئيس وعكف على تزليل كافة العقبات من أمامه وقدمت جموع الشعوب دعمها لمصر للعودة من جديد والإنتشال من براثن التقسيم والتشرزم ليعود الإخوان والنشطاء الى خلف الأسوار بتهم القتل والتخريب والترويع وجرائم إخرى ويعود الشعب ليبحث عن الحرية والكرامة الإنسانية في ظل ظروف قاسية تمر بها البلاد ويترنح فيها الإقتصاد ليفرض صندوق النقد الدولى شروطه التعسفية والإصلاح الجزرى التي طالت توابعه الفقراء والغلابة والقطاع العريض من الشعب وإلغاء الدعم اوالتقليل منه لمعظم السلع الأساسية والمحروقات جعل الشعب يبحث عن الهروب من حرارة الإصلاح الملتهبة وأصبحت الأهداف الرئيسية الأن محاربة الإرهاب الغامض الأسود الذى طل برأسه وقتل المحامى العام المستشار هشام بركات ورجالات الجيش والشرطة والجنود والكنائس لتتحد كل القوى على دحر الإرهاب واقتلاع شجرة الاخوان من جزورها  ليتم التجديد للسيد الرئيس السيسى لفترة أخرى بعدما استقرت بعض الخدمات برغم ارتفاع أسعارها وبرغم الغلاء وعدم تحمل المواطن محدود الدخل  حبا في وطنه وخوفا على ترابه ولسان حاله يقول نار السيسى ولا جنة الإخوان  بعدما أطاح الرئيس بهم ولفظهم الشارع وجعلهم على قوائم الإرهاب العالمى




تعليقات