لماذا..؟! نبوغ أبناء الكنانة..

لماذا..؟!
نبوغ أبناء الكنانة..

بقلم د. حسام الدين سعدون



من نعم الله تعالى على بني البشر أن من عليهم بالعقل الذي هو مناط التكريم, كذلك الثروة البشرية نعمة كبرى لمن يحسن استغلالها وتنميتها والاستثمار فيها كما تفعل الصين مثلا في استثمار طاقتها البشرية, فقد غزت العالم اقتصاديا وتكنولوجيا بما لديها من هذه الطاقات الخلاقة التي لا توازيها ثروات أخرى.
وقد من الله تعالى على مصر وحباها عقولا جبارة لا تقدر بثمن ولا تقاس بأي ثروة أخرى فهي أغلى الثروات وأعظمها, هذه العقول المبهرة النابغة إن أحسن استغلالها غيرت وجه مصر وأعادت لها ريادتها في العلوم كلها.
وإن الناظر إلى نتائج أبنائنا في الخارج في الكويت والسعودية وقطر... وغيرها من الدول يجد شئيا مفرحا مشرفا فها هم أبناء مصر قد احتلوا المراكز الأولى علميا وأدبيا في نتائج الثانوية العامة وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على نبوغهم, ولكن يبقى السؤال الأهم أين هم هؤلاء المتفوقون في الجامعات المصرية وماذا حققوا من نتائج..؟!.. وأين هم بعد تخرجهم في الجامعات..؟! وهل أحسنت مصر الاستفادة منهم واستغلت هذا النبوغ وذلك التفوق في العلم والتكنولوجيا..؟ سؤال محير لا أجد له إجابة على أرض الواقع!
لماذا لا تهتم وزارة التعليم بهؤلاء النابغين وتتلقفهم لتقيم لهم المعامل والمختبرات للاستفادة من نبوغهم في تقدم مصر فهم أعظم ثرواتها على الإطلاق؟!
وفي الحقيقة هناك سؤال يشغلني دائما ويقض مضجعي ويؤرقني ويجعلني أشعر بالحسرة وهو لماذا نبوغ المصريين في الخارج دون الداخل؟!! ورغم أنني أعرف إجابته ويعرف إجابته الجميع ولكنني أصاب بالدهشة والعجب من هذا الأمر, لماذا هذا الإهمال المتعمد, وأقول المتعمد, للنابغين؟! ولماذا لا يراد لمصرنا التقدم؟! لماذا لا يراد لنا أن نستعيد نهضتنا ورقينا؟! لماذا تدفن هذه الطاقات الخلاقة المبدعة وأحلامها وآمالها؟! لماذا لا يكون هناك التبني لهذه المواهب والأخذ بيدها لتعيد لمصر التقدم والريادة.. فمصر هي التي علمت الدنيا كلها.
ثم إنني أتسأل أين رجال الأعمال والشركات العاملة في مصر, وأين دورهم المجتمعي وأين حق مصر والمصريين عليهم جميعا في تبني إقامة المعامل والمختبرات ورعاية أمثال هؤلاء النابغين النابهين..؟! فأنتم أول من يستفيد من هذه العقول في تطوير أعمالكم ومشروعاتكم .. هل تعودتم على قطف الثمار دون البذر والزراعة ودون العناية والاهتمام..؟! أم إنكم لا تعبأون  بمصر وأبنائها وإنما بمصالحكم وفقط؟!
ولكن على الدولة أن تهتم وتتابع هذا الأمر وبكل جدية فالموضوع لم يعد يحتمل التأجيل.. فهل أنتم فاعلون؟!

تعليقات