الفيس بوك وهم بلا وجه

الوهم القاتل أحيانا ووجوه مزيفه

بقلم \ محمد إبراهيم عمار

الفيس بوك هذا العالم الأفتراضي الذي صنعناه بايدنا ف جرفنا بعيدا عن الواقع ، ليزج بنا في عالم وهمي ، واتذكر قديما كم حدوثتنا ونحن صغار عن أن سكان الارض في المستقبل القريب سوف ينتقلون للعيش فوق سطح القمر ، ولكن الوضح إننا اسأنا الفهم لم يقصدوا سطح القمره بل كانو يقصدو إننا سوف ننتقل للعيش فوق" سطح المكتب "في ايكونه الفيس بوك فا ركضنا إليه هاربين من وقعنا المؤلم الذي فقدنا فيه انفسنا ل نبحث عنها في عالم آخر ، علنا نجد ضالتنا التي فقدنها ، إنجرفنا الي عالم إفتراضي وهمي ، اصبحنا نشارك تفاصيل حياتنا مع اشخاص لايعنون لنا شئ ، نسرد قصه يومنا من المأكل والمشرب والملبس ، نشارك تفاصيل حياتنا الأسريه نقلنا أسرار بيوتنا علي الشاشه لتكون عرضه للآخرين ، لقد شرعنا نافذه للدخول لدخول الي غرفه اسرارنا لمن يشاء ومتي شاء ، لتصبح أسرارنا في متناول الجميع تجد شخص يشارك شخص صورته مع زوجته و ينتظر رائي أشخاص لايعنوا له شئ ينتظر رائهم في صوره زوجته اوابنته، أين ذهبت النخوه ، وفي اي طريق ذهقت روح الرجوله ؟ وإلي اي مدي سايصل بنا عالم الفيس بوك متغافلا أن هناك جيوش من قراصنه الفيس بوك تحمل سلاح الاسكرين شوت متربصه له
والأدهي والأمر من ذالك في هذا العالم الافتراضي إنه قد ينغص مضجعك ، ويورق نومك التفكير في عدد الأشعارات التي و صلت إليها صورتك او منشورك الأخير ، تقضي ليلتك علي وهج تنتظر إشعارات ما قمت بنشره مؤخرا لصورتك مع زوجتك او صوره ابنتك ، يقتلك الشغف لمعرفه رائي المجتمع في إسرتك وعندما يقع نظرك علي خانه الأشعارت فا يلوح لك رقم كبير يرتدي لون أحمر في الاشعارات فيغمر وجهك الفرح وترتسم علي شفتيك إبتسامه و يرفرف قلبك من البهجه ، تكاد تسجد شكرا لله علي هذا الرزق الذي ساقه الله لك

ياصاحبي ماذا حل بك ؟
هل حصلت علي ترقيه في عملك؟ لا
هل وضعت زوجتك التي في شهرها التاسع حملها ؟ لا
هل تراجع ترمب عن قراره إتجاه قضيه القدس ؟ لا
هل حلت مشاكل مسلمي الروهينجا ؟ لا
فا كل ذالك لايشغلني
اذاً من أين لك كل هذا الشعور بالفرح!!
انظر ألاء تري الأرتفاع الغير مسبوق في مؤشر الأشعارات لدي هذا الصباح علي حساب الفيس بوك خاصتي؟ وهل يستدعي الأمر كل هذا الشعور بالفرح! ! وهو لايعلم أنه كالذي يعرض صوره الخاصه به في ميدان عام يسأل عنها اي شخص يقابله سواء عرفه او لا يعرفه هل صوره زوجتي تعجتك ؟ هل صوره أولادي تلفت انتباهك ؟ هل تري إنجازاتي وهل وهل وهل أسئله إلي مالا نهايه تخيل حينها نظره المجتمع لك ؟ بالتأكيد مجنون !!!
وياحبذا إذا كانت قائمه الأشعارات كلأتي: علق صديقك أحمد علي صوره لك ومعه عدد لايحصي أخرين وأعجب صديق خالد ومعه عدد مأهول من الأخرين علي منشور لك
في هذه اللحظه يظن صاحبنا إنه نجم من نجوم هوليود وينتظر اتصالاً من ديفيد فنيشر أشهر مخرجي هوليود ليعرض عليه بطوله فلمه القادم ، مصطحبا معه ال سي في الخاص به الذي يتكون من عدد من السكرين شوت عليه إ نجازاته من عدد اللاعجابات والتعليقات والمشاركات التي حصلت عليها صورته في الأونه
الأ خير ، بينما ينتاب صاحب المنشورات السياسيه شعور بأن منشوراته هي السبب في قيام معظم ثورات القرن العشرين بعدما حازت علي كل هذه الكميه من الأعجابات والمشاركات ، وإنه من صناع القرار السياسي في العالم
هذا العالم الأفتراضي الذي صنعناه بايدينا سوف يهوي بنا إلي قاع مظلم من الوهم والأمراض النفسيه التي تسببها مواقع التواصل الاجتماعي بسبب المقارنات التي يضع فيها بعض الأشخاص أنفسهم مع أصدقاء أخرين يعرضون الجانب المضئ فقط من حياتهم و يخفوا الجوانب المظلمه ، فينتابهم شعور بأنهم هم فقط التعساء قليلي الحظ في الحياه ، حينما تجد صديقك يلتقط صوره في أماكن فارهه مختلفه بينما أنت حبيس غرفه المكتب ، تزوج الشهر الماضي وأبدى كم هو سعيد ، بينما انت لم تستطيع أن تحصل بعد علي فرصه للعمل ، أشتري صديقك سياره جديد بينما أنت مازلت تتجرع مررار الموصلات ، مقارنات لا تنتهي
و في الحقيقه أعرف أحد الأشخاص من مدمني الصور إحتال ليدخل معرض سيارات هل سرق سياره ؟ لا بل سرق صوره مع السياره لتدق حساباته علي مواقع التواصل طبول الفرح بمناسبه شراءه السياره الجديده ، إنه يحتال علي نفسه،
فيضيق صدرك وتضيق بك الدنيا هاهو العالم كله يشعر بالسعاده ، فيصيبك شعور ب اكتئاب من كثره المقارانات التي دائما ما تضع نفسك فيها
هذا العالم الأفتراضي الذي اكنيه بالعالم الملائكي الذي نزه فيه الجميع أنفسهم عن الخطاء نلتقط الف صوره لكي ننتقي صوره واحده منها تعكس براءتنا وجمالنا وحياتنا السعيده
قد تكون أنت وصديقك في طريقك إلي العمل فيستوقفك
ماذا بك ؟ فيجيبك هذا المكان هو أفضل مكان لالتقاط صوره لبروفيلي فاأنا في أشد الحاجه الي خلفيه تعكس للمجتمع كم أنا أعيش حياه فارهه سعيده أقضي وقتي بين الفسح والمرح
وصلنا بنا هذا العالم الافتراضي إلي تقيم الناس ب قانون الأعجاب والتعليق والمشاركه ، صديقك الذي يعجب ب صورتك هو الصديق الحميم الذي اظهر علي الملاء كم يكن لك من حب في حنايا قلبه ، بينما صديقك الذي شغله امر ما عن رؤيه صورتك أو منشورك قد فضحه الله واظهره علي حقيقته وأسقط من علي وجهه قناع الحب وكشف وجه الاخر ، إنه مر علي صورتي بدون أن يضغط حتي إعجاب
لم أكن أعلم كل هذا الحقد الذي يضمره في قلبه لي
اصبح الأعجاب يعطي علي أسس وقوانين سنها مجتمع الفيس بوك وخضعنا لها
واذكر أن صديق لي عندما قابلني بداء متجهم الوجه ، تحمل عينه نظره عتاب ويخفي قلبه وجع فسألته ماذا بك ؟رد بنبره عتاب وقال أنت تعلم كم أحبك ؟ فقلت له ولاينتابني شك في ذالك وكرر سؤاله" طيب انت زعلان مني في حاجه " لا والله مازعلان
اذاً لماذا لم اراه تعليق او حتي إعجاب لك علي صورتي الأخيره و حينها ادركت حجم الماساه التي وقعنا فيها